إلى أمي ..
أمامكِ فقط ,, تصبح الحروف متناثره ..والكلمات قاصره .. والجمل متقهقره ..
إنها تماماً مثل طير .. قُصت أجنحته ..
فنجده عاجز و يائس .. فاقداً القدرة على الطيران والتحليق عالياً ..
.. فاقداً لهويته .. فلم يعد مَلِكاً للسماء ولم تعد السماء مملكته ..
أتعلمين لماذا ؟
لأنها .. حروفٌ جاءت في وصف حنانكِ ...
حروفٌ تريد أن تكون (امتنان) ولو من جزء بسيط لعظمتكِ وعطاءكِ اللانهائي ..
حروفٌ .. ضئيلة بحجم الذرة .. بعيدة كبعد السماء عن الأرض ..
وقاصرةٌ .. عن التعبير ..
حروفٌ .. خرقاء .. بلهاء .. ظنت أن بمقدورها أن تكون وما كانت ..
ولن ولم تكن ..
أمي ..
أنني أبدو عاجزةً أكثر من حروفي ..
خائفة من أن أكون ظالماً في وصفكِ و إعطائكِ حقكِ و وزنكِ ..
برغم إني أكيد من أن كفة الميزان سترجح دائماً لصالحكِ ..
فقْدركِ أعلى بكثير من كلماتي ..
ولكـــــــــــــــــــن ,,
يوجد في داخلي رغبة عميقةٌ و قوية تدفعني وتحثني
على الكتابة إليكِ ..
رغبةً غلبت عجزي ..
قد لا أستطيع تحديد مقدارها .. ولكني أعلم بأنها رغبةٌ صادقةٌ و حقيقيةٌ ..
أمي ,,
عندما استقبلتني الدنيا .. كُنتِ هناك ..
أوّل من ضمني بين ذراعيها ..
وميّزتي نبرات صوتي .. متلهفةً لتلبية رغباتي و احتياجاتي ..
وعندما .. مرضت ..
سهرتي لمداواتي ..
تستشفين معاناتي وألمي تماماً كروح واحدةً في جسدين مختلفين ..
وعندما تمردت ..
وأصبحتُ وقح .. وارتفع صوتي على صوتكِ ..
فعاقبتيني ..
وبعدها .. أحسست بتأنيب للضمير .. وقد كان إحساس مخيف وموجع ..
ظل ينحر فيني من الداخل ويلازمني .. فأتيتُ إليكِ .. وكلي حسرةً وندماً ..
طالة عفوكِ .. وآملة بالصفح عني ..
وبسرعةً قياسيه لم أتوقعها .. قبلتِ اعتذاري ..
وقد ارتسم على محياكِ ابتسامة (يقين) بعودة ابنكِ آسفاً على فعلته ..
وعندما .. انتابتني أمارات القلق والارتياب
وبدا ذلك واضحاً على وجهي ..
كنتِ أول من التقط إشارات قلقي .. وأيقن بأن هناك خطب ما ..
وأتيتِ إليّ .. تسأليني بكل اهتمام عما يقلقني .. و بدأتُ بسرد ما يقلقني ..
وكنت منصتةٌ بحواسك .. حتى أفرغت مافي جعبتي ..
وبعدها تبسمتي لتطمئنيني ..
وقلتِ بصوت كله دفء : صغيري .. لا تقلق.. فأمك معك ..
وعندما ... وعندما ... وعندما ... وعندما ما لا نهاية ...
إنها ذاكرة .. سعتها (غير محدده) .. ملئيه بأروع الصور ..
وستظل دائماً بقلبي الأجمل .....
أمي ..
هل توفي كلمات العرفان والامتنان حقكِ ؟
ماما ..
أنتي من أعظم وأجل النعم التي منَّ بها الله علينا ..
فالحمد لله الذي سخركِ لنا ..
والله يسخرنا لكِ .. ويجعلنا نوفي ولو بمقدار ضئيل من حقكِ علينا ..
ماما ..
شــــكــــراً,,
ابنكِ الممتن لكِ على الدوام
نقلتها لكم لانها عجبتني كثير
__________________